فصل: (سورة البقرة: آية 238):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{فريضة} هي اسم بمعنى الشيء المفروض، فهي فعلية بمعنى مفعولة، أو هي مصدر بمعنى الفرض.
{الموسع} اسم فاعل من أوسع اللازم أي صار ذا سعة وغنى أو من أوسع المتعدي أي: أوسع النفقة: كثّرها. وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤوسع ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح موسع، وزنه مفعل.
{قدره} مصدر قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتحتين، وقد تسكّن عينه.
{المقتر} اسم فاعل من أقتر اللازم أي قلّ ماله، وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤقتر، ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح مقتر وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
{متاعا} اسم مصدر من فعل متّع الرباعيّ، مصدره القياسيّ تمتيع، وزنه فعال بفتح الفاء [الآية 36].
{المحسنين} جمع المحسن، اسم فاعل من فعل أحسن إليه وبه أي أعطاه الحسنة، وفي اللفظ حذف الهمزة للتخفيف كما جرى في لفظ الموسع.

.[سورة البقرة: آية 237]:

{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إن طلقتم} سبق إعرابها، والواو حرف زائد إشباع حركة الميم و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به {من قبل} جارّ ومجرور متعلّق ب {طلّقتموهنّ} أن حرف مصدري ونصب تمسّوا مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) مفعول به.
والمصدر المؤوّل {أن تمسّوهنّ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
الواو حاليّة {قد} حرف تحقيق {فرضتم} فعل ماض وفاعله اللام حرف جرّ و{هنّ} ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {فرضتم} {فريضة} مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط {نصف} مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليكم أو لهنّ، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {فرضتم} مثل الأول {إلا} اداة استثناء {أن} حرف مصدريّ ونصب {يعفون} مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. والنون نون النسوة فاعل.
والمصدر المؤوّل {أن يعفون} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف على حذف مضاف، وهو مستثنى من عموم حال فرض الفريضة أي: فنصف ما فرضتم في كلّ حال إلا في حال العفو.
{أو} حرف عطف {يعفو} مضارع منصوب معطوف على محلّ يعفون {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل بيد جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والهاء ضمير مضاف إليه {عقدة} مبتدأ مؤخّر مرفوع {النكاح} مضاف إليه مجرور. الواو استئنافيّة أو اعتراضيّة {أن} مثل الأول {تعفوا} مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل {أن تعفوا} في محلّ رفع مبتدأ أي عفوكم أقرب للتقوى.
{أقرب} خبر المبتدأ، المصدر المؤوّل، مرفوع {للتقوى} جارّ ومجرور متعلّق ب {أقرب} وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة الواو استئنافيّة لا ناهية جازمة {تنسوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {الفضل} مفعول به منصوب {بين} ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من الفضل وكم ضمير مضاف إليه {إنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ الباء حرف جرّ {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير، {تعملون} مضارع مرفوع..
والواو فاعل {بصير} خبر إنّ مرفوع.
جملة: {إن طلّقتموهنّ} لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق.
وجملة: {تمسّوهنّ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن.
وجملة: {فرضتم} في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل أو ضمير المفعول أي: فارضين لهنّ أو مفروضات لهنّ.
وجملة: {نصف ما فرضتم} في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: {فرضتم الثانية} لا محلّ لها صلة الموصول ما وجملة: {يعفون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {يعفو الذي} لا محلّ لها معطوف على جملة يعفون.
وجملة: {بيده عقدة النكاح} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {أن تعفوا أقرب} لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: {تعفو} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن الثاني.
وجملة: {لا تنسوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه} بصير لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.

.الصرف:

{يعفون} الواو لام الكلمة، والنون نون النسوة، وزنه يفعلن بالبناء على السكون.
{تعفوا} فيه إعلال بالحذف، وأصله تعفووا، التقى ساكنان في كلا الواوين فحذفت واو العلّة لأنها جزء من الكلمة فأصبح تعفوا وزنه تفعوا.
{للتقوى} في الكلمة إبدال... [انظر الآية 197].
{تنسوا} في الكلمة إعلال جرى فيه مجرى اشتروا انظر الآية 16 من هذه السورة.
{أقرب} اسم تفضيل من قرب يقرب باب كرم، وزنه أفعل، والمفضّل عليه محذوف أي العفو أقرب للتقوى من أي عمل غيره.

.الفوائد:

في هاتين الآيتين حكم من الأحكام الهامة في شؤون الزواج: تتلخص بما يلي: المطلّقة التي لم يدخل بها زوجها. إذا سمىّ لها مهرا فلها نصف المسمّى وإذا لم يسمّ فلها المتعة وليس لها نصف مهر المثل، والمتعة تختلف باختلاف الزمان والمكان وعادات الناس ويرى أبو حنيفة في أيامه أن المتعة درع وملحفة وخمار إلا إذا كان مهر مثلها أقل من ثمن المتعة، فله اختيار الأقل.
والمتعة واجبة للمطلقة دون المساس ودون تسمية المهر، وهي مستحبة في سائر المطلقات.
- الفرق بين الرجال يعفون والنساء يعفون هو في الواو والنون ففي الأول الواو فاعل، والنون علامة الرفع، وفي الثاني الواو لام الفعل والنون نون النسوة وهي ضمير رفع. والفعل مبني على السكون المقدر.

.[سورة البقرة: آية 238]:

{حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (238)}.

.الإعراب:

{حافظوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {على الصلوات} جارّ ومجرور متعلّق ب {حافظوا} {الصلاة} معطوف على الصلوات بالواو مجرور مثله {الوسطى} نعت للصلاة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة {قوموا} مثل حافظوا {للّه} جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير قوموا أي متعبّدين للّه، {قانتين} حال ثانية من ضمير قوموا منصوبة وعلامة النصب الياء.
جملة: {حافظوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قوموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة حافظوا.

.الصرف:

{الوسطى} اسم تفضيل على وزن فعلى بضمّ الفاء، وهو مؤنّث الأوسط، وجاء اللفظ مؤنّثا لأنه محلّى ب (ال) نعت للصلاة وهي مؤنّث فيجب الاتباع.

.[سورة البقرة: آية 239]:

{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْبانًا فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {إن خفتم} مثل إن طلّقتم، الفاء رابطة لجواب الشرط {رجالا} حال منصوبة، والتقدير فصلّوا رجالا أي ماشين أو حرف عطف {ركبانا} معطوف على {رجالا} منصوب مثله، الفاء عاطفة {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب {أمنتم} فعل ماض مبنيّ على السكون..
و(تم) فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط {اذكروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب الكاف حرف جرّ وتشبيه ما اسم موصول في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي اذكروا اللّه ذكرا كالذي علّمكم إيّاه علّم فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وكم ضمير مفعول به ما اسم موصول في محلّ نصب بدل من العائد المحذوف في {علّمكم} أي: علّمكم إيّاه، {لم} حرف نفي وقلب وجزم {تكونوا} مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون {تعلمون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: إن خفتم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: {صلّوا} {رجالا} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أمنتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {اذكروا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {علّمكم} لا محلّ لها صلة الموصول ما الأولى.
وجملة: {لم تكونوا} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثانية.
وجملة: {تعلمون} في محلّ نصب خبر تكونوا.

.الصرف:

{رجالا} جمع راجل أي ماش ويجمع راجل على رجل بفتح فسكون ورجّالة بفتح الراء ورجّال بضم الراء ورجالي زنة كسالى بضمّ الراء وفتحها ورجلان بضمّ الراء.
{ركبان} جمع راكب اسم فاعل من ركب يركب باب فرح، ويطلق لغة على من يركب الإبل وقد يطلق على من يركب غيرها كما في الآية.

.[سورة البقرة: آية 240]:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {الذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا} سبق إعرابها، {وصيّة} مفعول به لفعل محذوف تقديره يتركون وصيّة، لأزواج جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لوصيّة وهم ضمير متّصل مضاف إليه {متاعا} مصدر في موضع الحال أي متمتّعات، {إلى الحول} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمتاع أو ب {متاعا} {غير} حال منصوبة من الزوجات أو من الأزواج أي غير مخرجات أو غير مخرجين، {إخراج} مضاف إليه مجرور. الفاء استئنافيّة إن حرف شرط جازم {خرجن} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
والنون نون النسوة فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط {لا جناح عليكم} مرّ إعرابها، في حرف جرّ ما اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا فعلن مثل خرجن والفاعل لا محلّ له في أنفس جارّ ومجرور متعلّق بفعلن، و(هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه {من معروف} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من العائد المقدّر أي فعلنه من معروف الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {عزيز} خبر مرفوع {حكيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {الذين يتوفّون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يتوفّون منكم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يذرون} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: {يتركون} {وصيّة} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {إن خرجن} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا جناح عليكم} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {فعلن} لا محل لها صلة الموصول ما.
وجملة: {اللّه عزيز} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{يتوفون} انظر الآية 234 في الصرف.
{متاعا} اسم مصدر لفعل متّع، ومصدره القياسيّ تمتيع، وانظر الآية (236).

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا}.
فالمرأة التي توفي عنها زوجها لا تسمى زوجة بعد الوفاة، لأن الزوجية تنقضي بالموت والمراد اللائي كن أزواجا لهم. فعلاقة المجاز باعتبار ما كان.

.الفوائد:

{غَيْرَ إِخْراجٍ} ورد في الكشاف للزمخشري ثلاثة وجوه لاعرابها، الأول: مصدر مؤكد والثاني بدل من {متاعا} والثالث حال من الأزواج، والأوجه الثلاثة وجيهة ولكن الوجه الأخير أوضحها وأبسطها. وقد نسخت هذه الوصية بآية التمتع السابقة وحددت ذلك ب {أربعة أشهر وعشرا}.